إلى من شب وترعرع في المقام المبارك المعمور وتغذى بلبن العلم والأدب في دوحة العلا والنور والمحبّ الحبّ ، الآخذ من كل فن ما ملأ الوطب¹ الهمام الصفى النجيب السيد عطية بن الحاج مصطفى وسائر أهل مقام الأستاذ المقبول المرحوم الشيخ سيدي عطية بن احمد بن بيض الغول ، أهدى لحضرتكم السلام التام اللائق بعلو المقام ورحمة الله وبركاته تحفكم على الدوام والسؤال عن كلية الأحوال أدامها الله على أحسن حال وأتم منوال آمين . وبعد فقد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لقد أسبغ على الشيخ سي المختار صفة النور الذي أزاح ظلمات الجهل بما ملك من علم وأشاع الطمأنينة  بما ملك .           1 ـ الوطب : سقاء اللبن ، والجمع أوطاب

وردت علينا أرجوزتكم الفائقة الموشحة بدرر ألفاظكم الرائقة فأعجبنا بلاغة مبناها ورشاقة معناها فيا لها منظومة منسجمة ما أحلاها ، وخريدة عجيبة ما أسناها وأغلاها ، كيف لا وهي برزت من قلب طاهر ونحتت من ذهن نير زاهر بعلم وهب من فيضِ بركة أستاذك وخليفته الذي نوَّهت به في منظومتك وإنك وصفتني فيها بما ليس فينا لمحبتك للجناب واعتقادك الكمال فجازاكم الله عنا خيرا وأحسن إليكم وحرس كمالكم وبلغكم آمالكم ، وبلسان الإخلاص أرفع إليكم تشكراتي القلبية ، وأبتهل إلى الله تعالى واسأله عز شأنه أن ينزلكم المقام الأسنى ويبلغكم من كل علم المنى إنه جواد كريم ، اللهم آمين ،آمين ، آمين ، هذا وإنَّ ما طلبته منّي فإني لست أهلا له ولا أنا ممن يخوض غمراته ولامن فرسان ميدانه لأن على حد قول الشيخ قنون رحمه الله

  فلست بأهل أن أًجيـز وإنمـا   *   قضى الوقت يرقي الدون مرقى الأكابر                             

لكن سيدي وولدي فلمحبتك واعتقادك الخير فينا فإني أدعو الله لك كما دعا لي شيخي وأستاذي محمد بن أبي القاسم فالله يطيل عمرك ويزيدك في العلم والعمل به ويرزقنا وإياك الإخلاص وينفعك وينفع بك ومنك ، وأوصيك ونفسي فعليك بالتقوى في السر والنجوى والجد والاجتهاد في طلب العلم والمواظبة على التدريس والمطالعة فطالع تطّلع والأخذ ولو من عبد حبشي فإن العلم يزيد بالإنفاق بخلاف المال ينقص بالإنفاق والمدار على صدق الطلب وحسن العمل فكل من سار على الدرب وصل وبالفيض الإلهي تسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل ، بل ذاك فضل الله يؤتيه لمن يشاء جل الله واهب المنن ، وإن جمعنا الله جمع سلامة في وقت آخر قريب إن شاء ، تقع المفاوضة في ما رُمته منَّا وما يكون إلا الخير وبلّغ سلامنا الأتم لأهل الزاوية العطائية قاطبة وجميع المحبين ودمت في عافية ونعم وافية صافية ، والسلام من حليف ودّكم المخلص في محبتكم الطالب من جمعكم الدعاء الصالح لدى ضريح القطب الشيخ سيدي عطية لجمع شملنا بوطننا ورد غربتنا كما رد يوسف ليعقوب على نبينا وعليهما أفضل الصلاة وأزكى السلام آمين آمين، آمين .

               حرر ب 30 أوت 1933م   8 جمادى الأولى 1352 هـ

عبده المختاربن الحاج بن علي،الممضي لطف الله به آمين آمين، آمين

وإن اجتمعت بالبرّ التقي ذي الأسرار النورانية والفتوحات الربانية سيدي عبد القادر بن مصطفى بلغه منا وافر السلام وأطلب منه يؤمن على دعائنا لك لأنه مستجاب الدعوة ، والسلام .